قال أوباما كلاما جيدا عن الحجاب، وقال ساركوزي كلاما سيئا عن الحجاب، أوباما قال إن المرأة التي ترتدي الحجاب ليست أقل شانا من غيرها، وساركوزي قال إن الحجاب يستعبد المرأة.. أوباما يرى أنه لا خطورة من الحجاب على العالم، وساركوزي يرى أن الخطر والتخلف في هذا الحجاب!
اجتزاء هذه المساجلات ـ غير المقصودة طبعا ـ بين الزعمين السياسيين هي صنيعة وسائل الإعلام العربية التي وضعتها في الضوء ونفخت في نارها هو من أدل المواقف وأنصعها على انتشار الإسلام وقيمه على يد خصومه حين يختلفون في موقفهم إزاءه فمرة يهاجمونه بشراسة ويعلنونها حربا صليبية جديدة ويرون في كل قيمة من قيمة أو سمت من سماته ما يقلقهم ويهدد هويتهم ومرة يهادنونه بنعومة خادعة ويعلنون أنه دين التسامح وأنه دين حضاري لا يمثل خوفا على العالم!
وبين الحين والآخر تظهر هجمة جديدة؛ مرة للحد من تزايد المسلمين في أوربا، ومرة بالهجوم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى زوجاته الطاهرات؛ والعديد من الصور الهجومية القاسية التي لا حصر لها؛ وكل هذه الهجمات تصدق عليها الحكمة القائلة "الضربة التي لا تقصم ظهرك تقويه" فعقب كل هجمة ترى القيمة المراد استئصالها أخذت حيزا كبيرا من اهتمام المسلمين واستنفرت فيهم الحفاظ على هويتهم وربما لم تكن لتبرز لولا هذه الهجمة أو تلك!
فالهجوم على النبي صلى الله عليه وسلم تبعه إنشاء قنوات فضائية للتعريف بسنته الحبيبة، وإنشاء مواقع الانترنت للدفاع عنه وإصدار الكتب والمجلات؛ فضلا عن إلهاب المشاعر وإيقاظ العواطف تجاه محبة النبي صلى الله عليه وسلم والتي تجلت في مظاهر الغضب التي سادت العواصم العالمية وما تبعها من مقاطعات لمنتجاتهم وتكبيدهم خسائر مادية فادحة.
وفي هذه الهجمات على الحجاب التي تتوقد حينا وتخبو حينا آخر نرى شبانا وفتيات نهضوا للدفاع عن الحجاب وانشأوا مواقع الانترنت والمدونات التي تؤكد اعتزاز الفتاة المسلمة بحجابها وأن الحجاب لا يشعرها بالنقص أو الإعاقة عن مواكبة ركب الحياة المعاصرة.
وسائل الإعلام العربية اتهمت ساركوزي بأنه انقلب على مشروع أوباما الخاص بالحجاب والذي دعا فيه إلى النظر للمرأة المحجبة كونها إنسانا كاملا متحضرا، كما لو كان أوباما هو ولي أمرنا أو كنا ننتظر منه الإقرار بأن المرأة المحجبة ليست أقل شانا من غيرها أو الثناء على حجابنا.. وهي صورة تعكس التردد وعدم الثقة بالنفس!
أبي عراف رأئكم بالموضوع